كيف يُغيّر المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في 2025؟

لماذا الحديث عن المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي الآن؟

الجميع يعلم الآن أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرّد تقنية من التقنيات المستقبلية، لكنه أصبح جزءًا محوريًا من صناعة المحتوى والتسويق الرقمي. وفي 2025، نرى تغيّرًا جذريًا في خريطة السيو (SEO) بسبب اعتماد محركات البحث على مخرجات ذكية — خصوصًا في استخدام ما يُعرف بـ AI Overviews التي باتت تُعرض تلقائيًا لجزء من الاستفسارات بحثًا عن إجابة فورية للمستخدم.

وفقًا لتقرير Semrush، فإن ما يقارب 13.14٪ من جميع الاستفسارات في مارس 2025 تسبّب عرض “AI Overviews” من جوجل، مقابل 6.49٪ في يناير 2025، مما يعني أن المنصة أصبحت تعتمد أكثر على المخرجات الذكية الموجزة. لذلك، إذا لم تستعد أنت كمبدع محتوى أو صاحب موقع لهذا التحول، فقد تفوّتك فرص ظهورك في النتائج الأولى على جوجل أو تخسر زيارات كبيرة أمام المحتوى الذي يُعرض مباشرة في صفحة النتائج.

من ناحية أخرى، فإن إحصائيات أخرى تؤكد أن استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى بات شائعًا: حيث أن 74.2٪ من الصفحات الجديدة تحتوي على محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي تقريبًا. وبالإضافة إلى ذلك، كثير من المسوقين (حوالي 67٪) يقولون إنهم لاحظوا تحسُّناً في جودة المحتوى عند استخدام الذكاء الاصطناعي. لذلك، من الضروري أن نفهم ليس فقط كيف نستخدم مواقع الذكاء الاصطناعي وأدوات مثل GPT لتوليد المحتوى، بل أيضًا كيف نضمن توافق هذا المحتوى مع معايير جوجل الحديثة، مع المحافظة على القيمة الحقيقية للمستخدم.

ما المقصود بالمحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي؟

السؤال: ما هو “المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي”؟

الإجابة: المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي (AI-generated content) هو محتوى يتم إنشاؤه، كليًا أو جزئيًا، عبر نماذج الذكاء الاصطناعي — سواء للنصوص أو للصور أو الفيديو أو غيرها. ويعتمد النموذج على بيانات ضخمة لتعلّم أنماط اللغة أو الأسلوب، وبالتالي يُقدم مخرجات بناءً على مدخلات (prompts) مخصصة من المستخدم.

على سبيل المثال، عند استخدام موقع الذكاء الاصطناعي GPT مثل ChatGPT أو نماذج أخرى في توليد المقالات أو الأجوبة، فإن ما تُقدّمه هذه الأنظمة هو نصّ محتمل استنادًا إلى ما تعلمته مسبقًا، وليس بالضرورة معرفة دقيقة أو محدثة. لذا، من الضروري أن يكون هناك تدخلاً بشريًا لتصحيح الحقائق، إعادة الصياغة، والتحسين وضمان الاتساق مع الأسلوب المطلوب.

كيف يعمل المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي؟

السؤال: ما هي الآلية التقنية التي تعتمدها نماذج الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى؟

الإجابة باختصار تقني:

• التدريب (Training): النماذج تُدرّب على مجموعة ضخمة من النصوص من الإنترنت، كتب، مقالات، منتديات، وغيرها.
• فهم السياق والنمط (Context & Pattern Recognition): تعتمد النماذج على المعمارية التحويلية (Transformer) التي تتيح معالجات السياق الطويل، والتنبؤ بالكلمة التالية بناء على السياق.
• الاستجابة بناءً على المدخل (Prompt): المستخدم يقوم بطرح سؤال أو طلب (مثلاً: “اكتب مقالًا عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في التسويق“)، والنموذج يولّد النص الأقرب من توقعه بناءً على أنماط التدريب.
• التصحيح أو التوليف (Post-processing): غالبًا ما تتم مراجعة النص الناتج للتأكد من الدقة، وضبط الأسلوب، وإضافة لمسة بشرية.

بناءً على ذلك، من الضروري معرفة أن النموذج لا “يفهم” مثل الإنسان، بل هو خوارزمية تتنبّأ بما قد يأتي بعد الكلمات بناءً على الكثير من المؤشرات الإحصائية.

ما هي استخدامات المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي في مجالات التسويق والمحتوى؟

السؤال: أين يُستخدم المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي عمليًّا في عالم الأعمال والتسويق؟

في حقيقة الأمر أن هناك العديد من الاستخدامات المهمة:

• كتابة مقالات، دراسات حالة، مدونات، وصف منتجات — باستخدام مواقع الذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق
• توليد أفكار عناوين، عناوين فرعية، خطوط تمهيدية (intro)
• صياغة منشورات وسوشيال ميديا، تغريدات، إعلانات
• كتابة رسائل بريد إلكتروني، نشرات إخبارية
• وصف المنتجات في المتاجر الإلكترونية
• إعادة صياغة نصوص أو ترجمتها
• مساعدة في البحث عن الكلمات المفتاحية والعناوين الطويلة (long-tail keywords)
• إنتاج ملخّصات (summaries) أو نقاط رئيسية من محتوى أطول
• أحيانًا، بناء سكربت فيديوهات أو سيناريوهات بسيطة

الميزة في هذا الاستخدام هي السرعة، القدرة على التوسع، وتخفيض الجهد اليدوي في أجزاء كبيرة من عملية الإنتاج.

ما هي فوائد المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي؟

إذن، ما هي المزايا التي تجعل المسوقين وصناع المحتوى يميلون نحو المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي؟

• تسريع الإنتاج: حيث يمكنك توليد مسودات بسرعة كبيرة، مما يتيح إنتاج عدد أكبر من المقالات.
• تخفيض التكاليف: يوفر أقل وقت وجهد بشري في الكتابة اليدوية الكاملة.
• القدرة على التوسع (Scalability): كذلك، يمكنك إنتاج محتوى كبير في وقت قصير، مثل عدة مقالات أسبوعيًا.
• تنويع الأسلوب والأفكار: النموذج قد يقترح زوايا جديدة لم تكن في ذهنك.
• تحسين جودة الأفكار: باستخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد إبداعي—في كثير من الأحيان يُستخدم النموذج لتوليد الأفكار، ثم تُبنى عليها بصياغتك الخاصة.
• التركيز على الإضافة الحقيقية: بعد أن يُنتَج النموذج المسودة، يمكنك التركيز على الجزئيات التي تضيف قيمة — أمور تحويلية تتعلق بالجمهور أو التفرد.

من ناحية أخرى، وفقًا لأبحاث Ahrefs، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق يتم بنسبة كبيرة حيث يتضح أن 87٪ من المسوقين يستخدمونه في إنتاج المحتوى. كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي يتيح نشر محتوى أكثر: المستخدمون الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي ينشرون ما معدله 17 مقالة شهريًا مقارنة بـ 12 مقالة لمن لا يستخدمونه. أيضًا، 97٪ من الشركات تقوم بمراجعة وتحرير المحتوى الناتج من الذكاء الاصطناعي قبل النشر. بناءً على ذلك، المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي هو أداة قوية إذا استخدمته بحكمة ومع مراجعة بشرية.

ما هي المخاطر والتحديات التي تواجه المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي؟

رغم المزايا، فهناك مخاطر وجوانب سلبية يجب الانتباه إليها:

• المعلومات الخاطئة أو الغير دقيقة (الهلوسة “hallucination”): قد يولّد النموذج معلومات غير صحيحة أو غير مدعومة.
• تشابه كبير مع محتوى موجود مسبقًا أو قلق من الانتحال (plagiarism): إذا اعتمد النموذج على نصوص موجودة، قد يكرر أو يقتبس بدون تغيير كبير.
• ضعف الصوت البشري والتفرد: أحيانًا النصوص تفتقر إلى الحس الإنساني أو التجربة الخاصة، ما يجعلها أقل جذبًا للقارئ.
• عقوبات المحتوى الآلي بلا قيمة: جوجل قد تضعف ترتيب المحتوى الذي يبدو مكررًا أو يفتقر إلى القيمة (أي محتوى تم إنشاؤه بهدف التلاعب فقط).
• المخاوف الأخلاقية وحقوق الملكية الفكرية: من أين تأتي البيانات التي تم تدريب النموذج عليها؟ هل يُستخدم محتوى محمي بحقوق الطبع والنشر؟
• فقدان الثقة من القُرّاء: بعض المستخدمين قد يكون لديهم تحفظات على المحتوى المولد آليًا إذا ظهر بشكل مباشر وبدون إشارة إلى المعدل البشري.

باختصار، الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً تامًا عن البشر، لكنه شريك يحتاج إشرافًا وتدقيقًا.

كيف يؤثر تحديث جوجل 2025 على المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي؟

في 2025، جوجل تعيش تحوّلاً كبيرًا في طريقة عرض المحتوى وأولوياته. بعض النقاط المحورية:

• اعتماد AI Overviews: حوالي 13.14٪ من الاستعلامات تفعّل عرض الذكاء الاصطناعي (AI Overview). هذا يعني أن العديد من المستخدمين قد لا يزورون الموقع نفسه إذا حصلوا على الإجابة مباشرة في نتائج البحث.
• زيادة الأهمية لمعايير E-E-A-T: المحتوى يجب أن يظهر أن كاتبه خبير، موثوق، مذكور بمصادر قوية.
• التنقّل إلى “Zero-click searches”: كثير من الاستفسارات تنتهي في نتائج البحث دون أن يضغط المستخدم على أي رابط.
• التحدي في الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي: جوجل قد تميّز المحتوى الآلي إذا بدا بلا قيمة أو متكرّر، لذا التركيز على القيمة والتفاصيل الخاصة مهم جدًا.
• أولوية الوسائط المتعددة والصور: غالبًا الصفحات التي تحتل المراكز المتقدمة تحتوي على وسائط متعددة مثل الصور.

بمعنى آخر، في 2025 لا يكفي أن تنشر نصًّا جيدًا فقط — بل يجب أن تعمل على إثبات القيمة، التفرد، الدعم بالمصادر، والتفاعل مع المحتوى متعدد الوسائط.

كيف توازن بين المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي والمحتوى البشري ليحقق أفضل أداء في السيو؟

إليك خطوات واستراتيجية توازن فعّالة:

• ابدأ بمسودة آلية، ثم حرّرها بشريًا: استخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد مسودة أولية، ثم أدخل تعديلك الخاص لجعل النص أدق وأكثر تخصيصًا.
• أضف لمسة الخبرة والتجربة الفريدة: على سبيل المثال، أضف أمثلة من عملك، رؤى خاصة، بيانات داخلية أو دراسات حالة لم يسبق أن نشرها أحد.
• تحقّق من المصادر والدقة: كل معلومة أو إحصائية تستعملها من الذكاء الاصطناعي أو النموذج يجب التحقق منها وربطها بمصدر موثوق.
• التحديث المستمر والنسخ المحسّنة: عد إلى مقالاتك القائمة وأعد تحسينها، قدّم إضافات، أضف صورًا، أو وسّعها.
• دمج الوسائط المتعددة: أضف صورًا، مخططات، فيديوهات، انفوجرافيك لتعزيز القيمة.
• استخدم استراتيجيات السيو الحديثة: استهدف الكلمات المفتاحية الطويلة (long tail)، ركّز على نية البحث، استخدم روابط داخلية وخارجية مناسبة، واحرص على سرعة التحميل والتجربة الجيدة على الهواتف.
• راقب الأداء والتفاعل: راقب أي نوع من المحتوى يحقق تفاعلًا أكبر، وعدّل استراتيجيتك بناءً على البيانات.

بهذه الطريقة، تستفيد من السرعة والتوسع الذي يوفره الذكاء الاصطناعي، بينما تضيف التميّز الذي لا يمكن للآلة وحدها إنتاجه.

ما هي استراتيجية تنفيذ المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي لموقعك؟ (خطوات عملية)

إليك خارطة طريق مقترحة:

نصيحة إضافية: ركّز على الكلمات المفتاحية ذات المنافسة المنخفضة (low competition). استخدم أدوات مثل Semrush أو Ahrefs أو أدوات مفتوحة المصدر لاكتشاف فرص تحقق ترتيب أسرع.

ما هو مستقبل المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة؟

المستقبل يَعِد بتغيّرات عميقة. إليك أبرز الاتجاهات المحتملة:

• تحسّن النماذج اللغوية (LLMs): ستتمكّن النماذج من فهم السياق بدقة أعلى وربط الأفكار بوضوح أكبر.
• تزايد التخصيص الفوري (Hyper-personalization): المحتوى قد يُولد في الوقت الفعلي بناءً على المستخدم، اهتمامه، سلوكه، وتفضيلاته.
• اندماج أفضل مع الوسائط المتعددة: المحتوى المولَّد لن يكون نصًا فقط، بل مزيجًا من نصوص، صور، فيديوهات، وربما تجارب تفاعلية.
• مشاركة أكثر بين الإنسان والآلة (Co-writing): الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً للبشر، بل شريكًا في الإبداع، بحيث يُكمل المبدع البشري نقاط القوة والآلة تكمل النقاط الأخرى.
• تشديد لوائح الأخلاق والشفافية: ستظهر لوائح تحكم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، بما في ذلك الإفصاح عن أن المحتوى مولد آليًا.
• انتشار أدوات أسهل وأكثر قوة لصناعة المحتوى الذكي: ستظهر أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي مخصصة للغات والثقافات المختلفة (بما في ذلك العربية) بشكل أكثر فعالية.
• المنافسة على جودة المحتوى: مع انتشار المحتوى الآلي، التميّز سيكون في العمق، الأبحاث الأصلية، القيمة المضافة، التجربة الفريدة.

في النهاية، مستقبل الذكاء الاصطناعي للمحتوى المولد لن يكون استبدال فهم الإنسان، بل صورة متطورة من التعاون الإبداعي بين الإنسان والآلة. بناءً على ذلك، عليك من الآن فهم وتعلم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، كيفية توليد المحتوى عن طريقها، وكيفية تسويقه بفعالية. هذا ما يقدّمه لكم فريق الخالة وداد من حكاوي وداد في عالم التسويق الرقمي الحديث — فلا تتردد في التواصل معنا لمعرفة المزيد.